الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجزء الاول 2

من زملاء الدراسة:-
----------------
هاني الهندي -- وديع حداد --- أحمد الخطيب --- صالح شبل --- حامد الجبوري
وفي هذه المرحلة ركزتا جميعا على النشاط الطلابي في كل لبنان 0 كنا نفكر في عمل يتجاوز النشاط الطلابي في هذا الموضوع تحاورت مع وديع حداد – واحمد الخطيب – والهندي وركزنا على أهمية العمل السريع والمؤثر مثل قتل الخونة وكبار المؤولين في سلطة الانتداب البريطاني 0
في هذه الفترة طرح هاني الهندي أن في سوريا أشخاص يفكرون مثلنا وفي هذه الأثناء نشأت كتائب الفداء العربي 0 إشتغلنا أنا وهاني وجهاد ضاحي وحسين توفيق وآخرون نستهدف الخونة بالدرجة الأولى ثم الإنجليز وإسرائيل 0
بعد محاولة اغتيال الشيشكلي الفاشلة بدأت أفكر في أنه من غير المعقول أن نحرر فلسطين من خلال هذه الأعمال وبالتالي لا بد من حركة سياسية 0


الوضع ألأسري:-
-----------
في عام 1961 تزوج ابنة عمه يلدا حبش من القدس، التي وقفت إلى جانبه وشاركته في جميع مراحل حياته النضالية على مدار أربعين عاماً بشجاعة نادرة وما زالت، وخاضت نضالاً مديداً في تصديها لكافة المؤامرات التي تعرض لها الحكيم، من محاولات اختطاف واغتيال، وتحملت عناء الاعتقال والاختفاء إلى جانب نشاطها الجماهيري والنسوي المتميز بعيداً عن الأضواء، خاصة أثناء الحرب الأهلية في لبنان. له ابنتان، ميساء وهي طبيبة متزوجة ولها ثلاث أولاد، ولمى وهي مهندسة كيماوية.

الجزء الثاني:-

تشكيل حركة القوميين العرب:-
--------------------
بدأ الحكيم يفكر مع رفاقه في إطلاق حركة سياسية. ومن خلال التفاعلات وما كان يقرأه مع رفيقه هاني الهندي، تبلور لديهما موقف أن تحرير فلسطين لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الوحدة العربية، وأن التنظيم المناط به تحقيق هذا الهدف يجب أن يتولى شؤونه شبان شجعان، ينسون حياتهم كأفراد وينذرون أنفسهم لهذه القضية. هكذا بدأت تتبلور نواة فكرة حركة القوميين العرب.بالاعتماد على فكر الدكتور زريق – وساطع ألحصري أبو القومية العربية آن ذاك أكدنا في حينه على ضرورة الرؤيا السياسية والتنظيم الحديدي 0 قرأنا تجربة الوحدة الألمانية – الوحدة الإيطالية – القرآن – كتب التاريخ – وكان لوديع وهاني دور في ذلك 0 في هذه الفترة الماركسية لم تكن واردة وكان موقفنا منها سلبي بسبب موقف السوفييت إلى جانب التقسيم 0 لم نسمح لأنفسنا بإعلان التنظيم إلا بعد مرور ثلاثة أعوام على بدء التفكير في الموضوع حيث بدأنا بالتفكير عام 1948م – وشرعنا في التنظيم عام 1951م وفي تلك الفترة، كان التيار القومي العربي واسعاً جداً، لكن التنظيم الذي أطلق عليه اسم " حركة القوميين العرب "، ارتبط بهذه النواة التي قالت أن تحرير فلسطين يتم من خلال الوحدة العربية، أما التنظيم فكانوا يؤمنون أنه يجب أن يكون تنظيماً حديدياً.ذهبت إلى الأردن وتبعني وديع فكرنا بالتفرغ لهذا العمل رفعنا شعار وحدة --- تحرر – ثأر 0
الفرق بيننا وبين البعث آنذاك أن البعث لم يكن يركز على المشروع الصهيوني ولم يجعل من الموضوع الفلسطيني الموضوع ألأول 0
كنا نشعر أن البعثتين في واد ونحن في واد أخر 0 جديتنا في العمل جعل وضعنا ينمو في الأردن خلال ثلاثة أعوام لنصبح مثل البعث بل أكثر 0 أما بالنسبة إلى شعار الاشتراكية كان رأي أنها تأتي في مرحلة لاحقة 0 في هذة الفترة ركزتا على الأردن – ولبنان 0
من أين جاء اسم حركة القوميين العرب:-
-----------------------
حول اسم الحركة جرى نقاش حول التسمية نسميها حركة – أم حزب مفهوم الحركة تتسع للأمة كلها وهي اقرب إلى مفهوم الجبهة وتعني أن الأمة كلها في مواجهة المشروع الصهيوني وهذا كان خلافي مع محسن إبراهيم الذي كان يريد حزبا بدل حركة 0 محسن إبراهيم يعتبر من المجموعة الثانية التي انضمت بعد النواة الأولى 0
شكل العمل:-
أخذ شكل تنظيم حديدي على مستوى القيادة – وأخذنا بالقيادة الجماعية – ومبدأ القيادة وسط القاعدة – والمركزية المرنة 0 وديع حداد مثل مبدأ القيادة في القاعدة وكان غيفارا المنطقة العربية 0 كان التأييد والترحيب في المخيمات أكثر من خارجها ثم في أوساط المثقفين 0
من شارك في التأسيس وأين تأسست الحركة؟
---------------------------
بعد سنوات الدراسة والتنظيم، واستلهاماً لفكر قسطنطين زريق وساطع الحصري، قام جورج حبش مع مجموعة من رفاقه ( وديع حداد، هاني الهندي، أحمد الخطيب، صالح شبل، وحامد جبوري وآخرين...) بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، وكانت الحركة تستهدف نهوض عربي شامل في العالم العربي. وقد لعب الدكتور حبش ورفاقه دوراً قيادياً مشهوداً له، في المظاهرات الطلابية التي عمت لبنان أواخر تشرين أول عام 1951 تأييداً لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية-البريطانية. وألهبت خطوة الوفد الشجاعة مشاعر الجماهير العربية، ولقيت الدعم من معظم البلدان العربية، وخاصة بلدان المشرق العربي.
أما الحدث الأبرز عام 1952 كان قيام الضباط الأحرار في مصر بإعلان الثورة على النظام الملكي. وبدأ المد القومي بدعم من الرئيس عبد الناصر وصولاً لإعلان الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958، الأمر الذي أعطى زخماً كبيراً لحركة القوميين العرب، حيث كانت هناك روابط متينة وعلاقة متميزة مع الرئيس جمال عبد الناصر.
المؤتمر الأول للحركة:-
-----------------
عقد المؤتمر الأول للحركة على أساس مبادء حددتها النواة الأولى المؤلفة من وديع حداد – احمد الخطيب – هاني – حبش – صالح شبل – حامد الجبوري 0
عند الإعداد للمؤتمر الأول انضم محسن إبراهيم – ومحمد الزيات – الحكم دروزه – عدنان فرج – ثابت مهايني – مصطفى بيضون 0 عقد المؤتمر في عمان سنة1956م وفية دار نقاش حول التسمية حزب أم حركة أخذنا برأي القاعدة بتسميتها حركة القوميين العرب 0
الأهداف والأفكار والشعارات التي نادت بها الحركة:-
أما عن الخلفية السياسية والأيديولوجية والثقافية لهذه النواة التي تأسست عليها حركة القوميين العرب، فكان فكر زريق، لأنه كتب عن النكبة، وساطع ألحصري الذي كان بمثابة الأب الروحي للقومية العربية. وطبعاً لم تكن قراءة زريق والحصري كافية لمؤسسي الحركة، إذ كانوا في الجامعة يواجهون البعث والقوميين السوريين والشيوعيين، وعندما بدأ الحكيم ورفاقه بالتفكير في تأسيس حركة سياسية، أدركوا أنه يجب عليهم قراءة كل شيء، وأجمعوا على رأي: " أنه لن نسمح لأنفسنا بتشكيل حزب أو حركة إلا بعد أن يتم التأكد من أمرين: رؤيتهم السياسية بحسب مفهوم الرؤية ذلك الوقت، وموضوع التنظيم الحديدي الذي يتم التأكد منه بالممارسة لا بالكلام". وفيما يتعلق بالفكر كانوا مستغرقين في قراءة تجارب عديدة عن الوحدة، مثل الوحدة الألمانية والإيطالية. كان شعار الحركة المطروح آنذاك: "وحدة – تحرر – ثأر". وكان موضوع فلسطين والموقف من المشروع الصهيوني يحظى بأولوية بالنسبة للحركة.
مفهوم الشعارات التي طرحتها الحركة :-
حول مفهوم الوحدة:-
---------------
حول مفهوم الوحدة العربية وبناء على ما تقدم من دراسة للتجارب والتاريخ تم التأكيد على الأمر المهم وهو الربط بين شعاري الوحدة والتحرر 0
الدرس الأول :- الذي تعلمناه هو الاستفادة مما هو قائم قدر استطاعتنا إذ لا يمكن تحقيق
الأهداف الكبرى دفعة واحدة لذا يجب اعتماد استراتيجية المراحل وتراكم الإنجازات ومن غير الممكن فصل المسائل أو تجميدها وفق رغباتنا 0
لا بد من الترابط بين الوحدة والتحرر – وكذلك بين القومي والاجتماعي والانطلاق دوما من الواقع الملموس، والأخذ بعين الاعتبار طبيعة القوى التي تقود وتسيطر في كل مرحلة 0
أهم الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه المرحلة:-
---------------------------------
الدروس هي أهم ما تبقى من تلك المرحلة
قد يقال لم تحققوا لا الوحدة ---- ولا التحرر – ولا الثأر هذا صحيح لكن يجب أن نستفيد من هزيمتنا ففي الهزائم من الدروس أحيانا أكثر مما في الانتصارات المهم عدم إغفال التاريخ وعدم البدء في كل مرة من نقطة الصفر 0
تجربة الحركة هي مكوّن مستمر من مكوّنات وعينا الحاضر وتاريخ أي شعب هو سلسلة مترابطة 0 التاريخ لا يعرف الفراغ مهما كانت حقائقه مرة وقاسية وأي قطع للتاريخ هو قطع من الحاضر كنا نراهن على التحرير من خلال الوحدة بين مصر وسوريا فجاء الانفصال ليضعنا وجها لوجه أمام ضرورة العمل القطري 0
التشكيل الهيكلي للحركة:-
------------------
شكلت قيادة قطرية للحركة: – القيادة القطرية الفلسطينية مؤلفة من وديع حداد – د0 أسامة النقيب – رفعت سرحان – زاهي قمحاوي
لجنة فكرية :- مؤلفة من برهان الدجاني – وليد الخالدي
الشهيـــــــــد ألأول لنـــــــــا هو خالد أبو عيشة
إذا الدرس الأول هو الترابط بين العمل القطري والعمل القومي
الرس الثاني:- الموضوع الطبقي الاجتماعي
بعد هزيمة الأنظمة الرسمية العربية عام 1967م في حزيران بدأنا نفكر في الدور الإيديولوجي للحركة 0 أتت الحركة الانفصالية التي قضت على الوحدة بين مصر وسوريا والتي قادها كبار البرجوازيين على أثر تناقض المصالح مع التوجه الاشتراكي للوحدة 0 والدكتور جورج حبش لم يجد تناقضاً بين اعتناق الماركسية والانتماء القومي، فهو قومياً وسيبقى على القومية لأنها الإطار والاشتراكية هي مضمون، بمعنى أنه يعطي الرؤية والأهداف القومية مضموناً تقدمياً
الدرس الثالث الديمقراطية:-
------------------
لا يجوز أن يكون هناك أي شيء على حساب الديمقراطية ولا يمكن للشعب أن يحقق أهدافه الكبرى إلا من خلال الحياة الديمقراطية 0 قدرة الجماهير على القيام بدورها في التقدم والدفاع عن أهدافها ومصالحها مرتبطة بحريتها وتفجير طاقاتها وإبداعاتها 0 وهذا غير ممكن من حياة وقيم ديمقراطية 0 دروس الانفصال كانت كبيرة وما تعلمنا من هذه الدروس 0
إنضاج فكرة الترابط بين التحرر والوحدة وأصبحت أكثر واقعية إضافة إلى وعي أعمق لطبيعة المشروع الصهيوني وطبيعة الصراع ضده 0
بالنسبة إلى الديمقراطية تقدمت ممارستنا في هذا العنوان الحيوي إلى ابعد حد حيث المؤتمرات المستمرة – انتخاب الهيئات من القاعدة إلى القمة – ممارسة سياسة النقد – لم يعد احد فوق النقد 0
وبرأي الحكيم لا يمكن أن يتعايش المشروع الصهيوني في المنطقة مع المشروع النهضوي العربي، وهو ينادي بتعميق الفهم العربي للمشروع الصهيوني في المنطقة، أما بالنسبة للإمبريالية فكان من الداعين إلى التصدي لرأس الإمبريالية المتمثلة في الولايات المتحدة الأمريكية، الداعم الرئيسي لعدوان الكيان الصهيوني. والجدير ذكره هنا أن الحدث هو الذي حدد طريقة تفكير الحكيم، والأشياء الكبرى في تفكيره تبلورت ونضجت في ضوء الحدث.
ومن هذه الأحداث كان موضوع الانفصال، حرب 1967، حرب 1973، الانتفاضة، يأتي الحدث فتجري التفاعلات الحزبية.ثم القراءات، حدث، تفاعلات، قراءات، هكذا تكون جورج حبش من الناحية الفكرية. كان الدكتور جورج حبش في صلب التحولات التي شهدتها الحركة الفكرية والتجربة النضالية العربية طوال خمسين عاماً تنطوي قبل نهاية القرن. عربي شديد الالتصاق بفلسطين وفلسطيني شديد الالتصاق بعروبته، هو جورج حبش من حركة القوميين العرب إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،
والحكيم لا يجد تناقضاً بين كونه عربياً يؤمن بالأمة العربية، وبين أن يكون اشتراكياً حقيقياً، وما أفاده في تلك الفترة هو فترة السجن عام 1968 التي أمضاها في سورية ومكوثه في زنزانة منفردة تسعة أو عشرة أشهر من مدة سنة سجن، وكان الحكيم قد أمضى هذه الفترة كلها في قراءة كتب إنغلز وماركس ولينين وكان التزامه الماركسية الفعلي قد جاء بعد سنة 1967 وتعمقت ماركسيته أكثر في السجن، وفي ضوء ذلك كتب وثيقة المؤتمر الوطني الثاني إضافة إلى قراءته أيضاً (هوشي منه) وماوتسي تونغ وكان معجباً بماو، ولدى اعتقاله في سورية نفذت عملية اختطاف لتهريبه من السجن خطط لها ونفذها الدكتور وديع حداد. وعندما أصبح خارج السجن عام 1969 وجد نفسه أمام انشقاق سياسي تنظيمي قام به رفيقه نايف حواتمه. وانتقل إلى الأردن سراً عام 1969 حيث كانت المقاومة الفلسطينية في الأردن شهدت الكثير من المصادمات مع الجيش الأردني، تطورت إلى معارك ضارية في أيلول عام 1970 حيث انتقل إلى العيش وسط أحراش جرش وعجلون في قواعد الثورة الفلسطينية.
• تاريخ تأسيس الجبهة الشعبية فقد كانت الانطلاقة:-
يوم 11/12/1967 وكان إلى جانب الحكيم جورج حبش في التأسيس مجموعة من رفاقه على رأسهم الشهيد أبو علي مصطفى، والشهيد وديع حداد، والشهيد غسان كنفاني والمناضل أحمد اليماني (أبو ماهر)، والمناضل صلاح صلاح، والشهيد جيفارا غزة، وأبو أحمد فؤاد وأبو سمير/حمدي مطر، وأبو عيسى.. وآخرين.



*يتبع