الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الجزء الاول 3

على صعيد العلاقة بين القومي والقطري:_
------------------------
تمكنا من الحفاظ على علاقة متوازنة تجاه هذه المعادلة أقول هذا على الرغم من الفشل الذي واجهه حزب العمل العربي الاشتراكي على هذا الصعيد 0
حزب العمل العربي الاشتراكي:-
---------------------
وهو عبارة عن مجموع فروع حركة القوميين العرب في لبنان – سوريا – العراق – فلسطين أي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين 0 قام على أساس الربط العميق بين العمل القومي والعمل الوطني في قطر عربي وقد تشكلت له قيادة مؤقتة من جورج حبش – هاشم علي محسن –رفيف فرج 0
مفهوم الاشتراكية كشعار:-
---------------
ما كان سائدا انتهى وفهمي ألان للاشتراكية مختلف 0 البرجوازية تعني الاستغلال والاضطهاد الطبقي والقومي والفقر والأنانية 0 بينما الاشتراكية كما افهمها تعني إن الإنسان يفكر في نفسه وفي المجتمع وتعني الديمقراطية والعدالة والحرية وتحرر الأمم والتقدم 0
- تعمق لدي مفهوم إن إسرائيل والصهيونية كل واحد كفكر وأهداف ومشروع استيطاني 0 وانه لا مجال للتعايش بين المشروع الصهيوني وبين المشروع النهضوي العربي 0
ترسانة القنابل الذرية الإسرائيلية تهدد كل المنطقة العربية بجانب سيطرة إسرائيل على المياة واحتكارها 0 القرن المقبل سيشهد حروب المياه 0
الموقف من الإمبريالية:-
---------------
يجب إن نتصدى لرأس الإمبريالية في كل مرا حلة من المراحل
سنة 1969 م صدرت الوثيقة الأولى للجبهة التي تحدثت عن إسرائيل والصهيونية والإمبريالية هذا التعميم غير دقيق يجب أن نتحدث عن إسرائيل والصهيونية وبعد ذلك عن راس الإمبريالية 0 سالت نفسي سؤال - هل مجابهة كل الدول الإمبريالية وهزيمتها شرط ضروري ولازم كي ننتصر على إسرائيل الجواب أن علينا أن نركز الجهد على إسرائيل كمركز من مراكز الإمبريالية أي باعتبارها العدو المباشر 0 كما انه مطلوب قراءة لوحة المتعارضات دوما بين كل الأطراف ومحاولة الاستفادة من تلك المتعارضات لمصلحة حقوقنا وعدم التعامل مع الكيان الصهيوني ككتلة صماء متجانسة وذلك من اجل اختراقها فهي مثل أي ظاهرة تتحرك في جملة لا حصر لها من التفاعلات 0
الموقف من الرجعية:-
--------------
يجب أن نطور فهمنا للرجعية باستمرار بسبب أننا نتعامل مع واقع اجتماعي سياسي ثقافي متحرك هناك تطورات عاصفة في العمق العربي على كافة الصعد هذه التطورات تتطلب الوقوف أمامها باستمرار عند رسم السياسات وهذا يتطلب عقل فاعل ونشيط وبالتالي عدم وضع الأنظمة كلها في سلة واحدة لان هذا متناقض مع العلم عدا كونه ضار في العمل الوطني والقومي وهذا يعني القدرة على استثمار ما نملك من طاقات بأعلى قدرة من الفاعلية والكثافة وتحييد ما يمكن من تناقضاننا الداخلية لمصلحة التركيز على التناقض الرئيسي ضد إسرائيل والمشروع المعادي لامتنا العربية0
مفهوم الوحدة:-
-----------
مطلوب تراكم وتكامل العوامل والمراحل أي تراكم الإنجازات في الاتجاه الوحدوي خطوة خطوه مثال وحدة مصر والسودان كخطوه أولى
أو وحدة دول المغرب – أو وحدة الجزيرة العربية – أو وحدة بلاد الهلال الخصيب وبهذه الخطوات التدريجية يتم التقارب تدريجيا 0 هذا يرافقه حرية التنقل – حرية التبادل التجاري – حرية التنسيق – وكذلك كل الإجراءات المدنية الأخرى 0 ثم بعد ذلك يتم اتحاد بين هذه الوحدات على طريق قيام اتحاد يشمل الجميع 0 إن عملية التطور الفكري تأتي نتيجة الأحداث والتطورات والتفاعلات في النطفة 0 مثال على ذلك الانفصال بين مصر وسوريا وما ترتب على ذلك – حرب حزيران 1967 م – حرب 1973 م – الانتفاضة كل هذه الأحداث تؤدي إلى تفاعلات ونقاش وجدل ثم إلى قراءات محددة وتبلور فكرة لمعالجة هذا الحدث 0 عندما تبنى عبد الناصر موضوع الاشتراكية شكلت الحركة لجنة تفاعل حزبي سنة1959م برئاسة محسن إبراهيم وعضوية كل من محمد الزيات – وجوزيف مغيزل – وعبد الحميد شرف – واحمد سنينه 0 بعد اجتماع اللجنة والمناقشة قررت إضافة الاشتراكية إلى شعارات الحركة واستبدال كلمة الثأر بكلمة استرداد فلسطين فصارت شعارات الحركة كما يلي
وحدة – تحرر – اشتراكية – استرداد فلسطين على أساس إن كلمة ثأر لا تجد تعاطف مع الناس 0 كما طرحت فكرة التمييز بين اليهودي والصهيوني 0
التوجه نحو الماركسية:-
---------------
في ضوء انشدا دي العميق إلى موضوع الوحدة تعمق فهمي للصراع الطبقي وأدركت أن هناك صراعا طبقيا حقيقيا داخل المجتمع وبعد قراءة التجربة الفيتنامية توجهت بالاسترشاد بالفكر المنهجي الجدلي 0 أنني لا أجد تناقضا بين كوني عربيا يؤمن بالأمة العربية وبين إن أكون اشتراكيا حقيقيا 0 وهنا أشير أن ما فادني هو فترة السجن التي أمضيتها في سوريا وعلي أن اشكر سجاني ( عبد الكريم الجندي ) الذي حشرني في زنزانة منفردة تسعة أو عشرة اشهر وهو يظن انه سيقضي علي لكني أمضيت هذه الفترة كلها في القراءة لكتب ( إنغلز – وماركس -- ولينين ) التزامي بالماركسية الفعلي جاء بعد سنة 1967م وتعمقت ماركسيتي أكثر في السجن وفي ضوء ذلك كتبت وثيقة المؤتمر الوطني الثاني للجبهة كما ركزت في قراءتي للمناضل هوشي منه – وماو تسي تونغ وقد أعجبت جدا بماو 0

من أين جاءت تسمية الحكيم؟ متى بدأت وكيف استمرت، وبماذا ارتبطت... وأية أشياء مرتبطة بهذه التسمية؟
جاء لقب "الحكيم" من خلال ممارسة الدكتور جورج حبش لمهنة الطب وتقديمه العلاج لأبناء شعبه الفلسطيني في مستوصف مدينة اللد، عندما عاد إليها، في حزيران 1948 ليكون مع شعبه وأهله في المحنة القاسية التي يتعرضون لها. وقد أخذ الناس يطلقون هذه التمسيه ابتداء من ذلك الزمن، الذي عمل فيه جورج حبش في مستوصف المدينة، فيما كان لا يزال طالباً في كلية الطب، لم ينه دراسته بعد. وقد انتقلت معه هذه التسمية بعد عودته لمتابعة الدراسة في بيروت. وبعد تخرجه مع رفيق دربه الدكتور وديع حداد، شرع الشابان بممارسة مهنة الطب في أحد المخيمات الفلسطينية في الأردن فاتسع نطاق استخدام هذه التسمية.
ومع تفرغ الدكتور جورج حبش للعمل السياسي والنضالي، أصبح لقب الحكيم، له مدلول آخر. فغدا مرتبطاً بحكمة الدكتور حبش ورؤيته السياسية. فقد نظرت أوساط شعبية وثقافية فلسطينية وعربية للحكيم باعتباره "حكيم الثورة".
وقد تر سخت هذه التسمية مع مسيرة الثورة الفلسطينية وتصاعدها وامتدادها، والدور الكبير الذي لعبه فلسطينياً وعربياً وأممياً في مراحل مختلفة من عمرها.
ألناصرية – حزب البعث/ أين الاتفاق وأين الاختلاف – وهل كان هناك علاقات؟
------------------------------------------------
من المفارقات السياسية أن الدكتور حبش تعرض للمطاردة والملاحقة ومحاولات الاعتقال من قبل القوى الرجعية المعادية للوحدة، التي أوصلت للانفصال عام 1961، وكذلك من قبل القوميين والبعثين الذين استطاعوا إسقاط الرجعية واستلام السلطة عبر ثورة آذار. وذلك بسبب الخلافات التي نشبت بينهم وبين الناصريين الذين قاموا بدورهم بمحاولة انقلاب فاشلة، نتج عنها حملة اعتقالات ومحاكمات واعدامات، وكان الدكتور حبش أحد الذين أصدر البعثيون بحقهم حكم الإعدام بتهمة المشاركة مع الناصريين في محاولة الانقلاب الفاشلة.
كانت هذه المرحلة الممتدة من 1961 – 1964 من المراحل البالغة الصعوبة والقاسية من نضاله السياسي. إذ تميزت بطابعها السري، نتيجة اشتداد حملات المطاردة والملاحقة لاعتقاله، ترافق ذلك مع بداية حياته الزوجية، مما اضطره عام 1964 للانتقال سراً من دمشق إلى بيروت ومواصلة نضاله من هناك. بينما البعث آنذاك لم يكن يركز على المشروع الصهيوني، ولم يجعل من موضوع فلسطين الموضوع الأول، وهذا سبب من أسباب الخلاف مع حركة القوميين العرب وعلى سبيل المثال كان الحكيم يشعر بأن شباب البعث في واد وهم في واد آخر.
كانت قيادة الحركة تؤمن بالتنظيم الحديدي وكان وضع الحركة ينمو في الأردن ولبنان خلال ثلاث أعوام، وتصبح الحركة منافسة للبعث، أما موضوع الاشتراكية فدار بعض النقاش حولها وكان رأي جورج حبش أنها تأتي في مرحلة لاحقة. وكان تأكيده منذ البداية لا يريد حزباً وإنما حركة، فالحركة تتسع للأمة العربية كلها، في مواجهة المشروع الصهيوني. ومفهوم التنظيم الحديدي كان على مستوى القيادة، وكانوا في الحركة يؤمنوا بالقيادة الجماعية. والقيادة وسط القاعدة والمركزية المرنة. وكان التركيز على المخيمات في البداية، ثم في أوساط المثقفين. وعقد المؤتمر الأول للحركة في عمان عام 1956 لا على أساس الانتخابات وإنما على أساس مبادئ حددتها النواة الأولى المؤلفة من وديع حداد وأحمد الخطيب وهاني الهندي وجورج حبش، وصالح شبل وحامد جبوري، وهذه المجموعة هي التي وضعت الأسس العامة للحركة.
واستفادت الحركة مما هو قائم آنذاك، وبرأي النواة أنه من غير الممكن تحقيق الأهداف الكبرى دفعة واحدة، وكانوا ينادوا في الحركة عبر اعتماد استراتيجيا المراحل وتراكم الإنجازات. وأن يقوموا بدورهم المطلوب سواء على صعيد التحرر ومقاومة المشروع الصهيوني أو على صعيد الوحدة والتقدم الاجتماعي.
تجربة حركة القوميين العرب وغيرها من التجارب هي مكوّن مستمر من مكونات الوعي العربي، وتاريخ أي شعب أو أمة هو سلسلة مترابطة. فالتاريخ لا يعرف الفراغ مهما تكن حقائقه مرة وقاسية. وكانت المراهنة على التحرير من خلال الوحدة، فجاء الانفصال ليضع الحركة وجهاً لوجه أمام ضرورة العمل القطري الفلسطيني، ثم بدأت الحركة بتعيين قيادة قطرية، وكانت قيادة القطر الفلسطيني أو "التنظيم الفلسطيني" مؤلفة من الحكيم والدكتور وديع حداد، ود.أسامة النقيب ورفعت سرحان، وزاهي قمحاوي.
ثم بدأ التفكير في العمل المسلح وسقط أول شهيد وهو خالد الحاج أبو عيشه عام 1964 وبذات العام طرح الدكتور جورج حبش هذا موضوع، الكفاح المسلح على الرئيس جمال عبد الناصر أثناء زيارته لمصر، وموضوع الترابط بين العمل القطري والعمل القومي.
الحياة السياسية للحكيم :-
شكلت السنوات في الجامعة الأمريكية المرحلة التي تبلور فيها انتماؤه وفكره القومي، حيث تأثر بفكر أستاذه الكبير قسطنطين زريق الذي كان بمثابة الأب الروحي للفكر القومي العربي. كما كانت الجامعة الأمريكية ملتقى للشباب العرب الذين قدموا من مختلف الأقطار العربية يحملون همومهم وأحلامهم القومية المشتركة، حيث شاركوا في نشاطات جمعية العروة الوثقى، وهي جمعية ثقافية انتخب الدكتور حبش أميناً لهيئتها العامة عام 1950.
أما الحدث الجسيم الذي تخلل سنوات دراسته الجامعية فهو نكبة عام 1948 الذي كان منعطفاً تاريخياً ونقطة تحول في حياته، إذ قطع دراسته واندفع نحو فلسطين التي بدأت تسقط بلدة تلو الأخرى في يد العصابات الصهيونية. عمل كطبيب متدرب في مستوصف اللد حيث عالج الكثير من الجراح، لكن الجرح الكبير كان سقوط اللد واستشهاد شقيقته الكبرى في تلك الهجرة القاسية، تاركة وراءها ستة أطفال، كما تساقط المئات والآلاف من الفلسطينيين واقتلع شعباً بأكمله من الجذور. هكذا تحول الدكتور جورج حبش الذي لقب بالحكيم من طبيب وإنسان يمارس الحياة الطبيعية إلى مقاوماً وثائراً، وبعد سنوات من الدراسة والتنظيم واستلهاماً لفكر قسطنطين زريق وساطع الحصري قام جورج حبش مع مجموعة من الرفاق مثل وديع حداد، هاني الهندي، أحمد الخطيب، صالح شبل وحامد جبوري بتأسيس حركة القوميين العرب عام 1951، التي كانت تستهدف نهوض عربي شامل في المنطقة.
وقد لعب الدكتور جورج حبش ورفاقه دوراً قيادياً في المظاهرات الطلابية التي عمت لبنان في تلك الفترة. هذه المظاهرات الحاشدة التي جرت في أواخر تشرين أول عام 1951 تأييداً لموقف حكومة مصطفى النحاس زعيم حزب الوفد، التي قامت بإلغاء المعاهدة المصرية – البريطانية. وألهبت خطوة الوفد الشجاعة مشاعر الجماهير العربية ولقيت الدعم في معظم البلدان العربية وخاصة بلدان المشرق العربي.
ثم تابع الدكتور حبش النشاط السياسي في الأردن عام 1952، ومارس مهنة الطب هناك مع الدكتور وديع حداد، وأقاما عيادة وسط عمان وقدما علاجاً مجانياً للطبقة المسحوقة من أبناء المخيمات. وكانت هذه العيادة مركزاً للتعبئة والتوعية السياسية ونشر أفكار حركة القوميين العرب، حيث كان هناك هامشاً من الحريات في الأردن في ذلك الوقت. سرعان ما تعرض بعدها للملاحقة، مما أضطره للعمل السري والاختفاء لمدة عامين في الأردن، وبعدها انتقل إلى سوريا ليمارس نشاطه السياسي والجماهيري في دمشق.