لتكن ذكرى إستشهاد الزعيم ياسر عرفات عنواناً للصمود والتمسك بالثوابت
ها هي اعوام عدة تمر على رحيل أسطورة القرن العشرين، هذه الشخصية التي قيل عنها الكثير وشكلت حالة من الجدل طيلة سنوات لكونها جمعت أكثر من خاصية فريدة إفتقدها الكثيرون من الزعماء والقادة التاريخيين، فشخصية ياسر عرفات تعد من الشخصيات الغريبة والمعقدة والمركبة لكونه صاحب خبرة في التأثير والإقناع وإجتذاب الآخرين وصاحب الذاكرة العملاقة التي لا تنسى أي حدث أو أي موقف وحالة الحب العفوي التي يتمتع بها في كُل مشارق الدنيا عند الكبار أو الصغار والعديد من الخواص التي لم تعد موجودة اليوم في أكبر الزعماء السياسيين.
ياسر عرفات الأب والأخ والصديق قبل أن يكون الزعيم والقائد، هذه هي بدايات القيادة فلولا حانه وعطفه وتمسكه بتواضعه لما لقي كُل هذا الإجماع الفلسطيني عند الطفل والمرأة المناصر والمعارض عند العرب والأجانب حتى أن لياسر عرفات تأثير على العديد من المجتمعات الغربية والأوروبية.
ياسر عرفات القائد والسياسي الذي قلب موازين السياسة في كثر من المراحل التاريخية في الصراع العربي الإسرائيلي فكانت تلك المواقف شاهدة على عظمة هذا الرجل برغم محاولات البعض تشويه صورة ياسر عرفات بهدف التأثير على القضية الفلسطينية لقناعتهم بأن القضية الفلسطينية كانت تتجسد في شخصية ياسر عرفات الذي رفض أن يتنازل أو أن ينحني لغير الله عز وجل.
ياسر عرفات الفلسطيني الحقيقي الذي وقف صلباً أمام محاولات إسرائيل والولايات المتحدة لجعله أكر مرونة وتنازل عن الحقوق الفلسطينية الثابتة فكانت القدس في قلبه ووجدانه وكان اللاجئون في أجندة يومياته وكانت الندية مع الإحتلال هي الخط الفاصل فلا تنازل مجاني للإحتلال إلا بعودة الحقوق الفلسطينية المشروعة فكان القرار الأخير بأن ياسر عرفات لا يمكن أن يكون شريكاً للسلام المزعوم بأن من سماته التنازل عن الحقوق فكان القرار الأخير بالتصفية بهدف تصفية القضية.
هذا هو ياسر عرفات.. الذي لو تحدثا لن نستطيع ولن يستطيع أي مؤرخ أو كاتب أن يشرح الصفات الإيجابية والمواقف الرجولية لهذا الزعيم الخالد، أو أن يتذكر أو يحصي المواقف السياسية التي حافظت على الوحدة العربية واللحمة والإلتفاف حول القضية الفلسطينية كقضية الأمة الإسلامية والعربية وكذلك لن يستطيع أحد الحديث عن جهود ياسر عرفات في الوقوف بصلابة كصمام أمان للوحدة الوطنية الفلسطينية ووحدة القرار الفلسطيني وإستقلاليته وجعله قراراً فلسطينياً مستقلاً.
هاهي الذكرى الثالثة تأتينا سريعاً ونحن أحوج ما نتذكر هذا الرجل المقدام ونتذكر كم كان محافظاً على وحدتنا الوطنية التي نفتقدها الآن وكم حافظ على أن يبقى الدم الفلسطيني خطاً أحمر لا يراق إلا على أيدي المحتلين والمعتدين، وكم سعى على أن يبقى الخلاف فلسطينياً داخل البيت الفلسطيني الشرعي الواحد وكم وكم..
في ذكراك أبا عمار نتمنى من الله أن يوفق شعبنا لعودة اللحمة والوفاق وتجاوز الأزمات الداخلية لعدم إعطاء المتربصين بقضيتنا الفرصة للإنفراد بنا وتضييع القضية، مؤكدين بأن خلفك رجالاً أشداء مازالوا متمسكين بالوعد والعهد بأن لا تنازل ولا تفريض بفلسطين وبحقوق الشهداء والأسرى والجرحى ولا تنازل بحق أبناء شعبنا الذين شردتهم المنافي ودول الشتات ولا تنازل عن قلب الأمة الإسلامية والعربية وشريانها النابض القدس عروس عروبتنا التي كنت تحلم دائماً ن يرفع شبل من أشبالنا أو زهرة من زهراتنا العلم الفلسطيني علي كنائسها ومآذنها.
في ذكرى إستشهاد ياسر عرفات لابد لنا إلا التذكير بن فلسطين لنا والخلاف الداخلي والإنقسام بالتأكيد سوف يضعف الموقف الفلسطيني الذي بإعتقادي هو الآن موقف قوي في ظل لحث العالم وخاصة الولايات المتحدة لإنجاز أي إتفاق سياسي ينقذها من مأزقها في العراق وأفغانستان وبالتالي باللحمة الوطنية والدعم السياسي الداخلي والوحدة سوف نقوي مطالبنا الفلسطينية المشروعة لنحافظ على وصية الشهداء الذين سبقونا على درب الحرية والإستقلال